في ظل الإقبال الذي تعرفه الدراسة في الجامعات والمعاهد الصينية من طرف المغاربة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يتوافد عليها الطلبة الذين كانوا يتوجهون إلى أوروبا الشرقية لإكمال دراساتهم العليا، برز وسطاء “يبيعون الوهم” للطلبة المغاربة الراغبين في إكمال دراستهم في الصين مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وبحسب المعطيات المحصل عليها ، فإن الوسطاء الذين يتوفرون على مكاتب في المغرب، يوهمون الطلبة الذين يحذوهم الأمل لإكمال دراستهم في الخارج بأن بمقدورهم الالتحاق بالجامعات الصينية، مع إمكانية العمل موازاة مع الدراسة، في حين إن القانون الصيني يمنع ذلك، ما يجعل الطلبة بعد وصولهم إلى الصين يجدون أنفسهم في ورطة.
وحسب مصادر جمعوية مغربية من الصين، فإن السماسرة المغاربة يحصلون على مبالغ مالية كبيرة من الطلبة، لقاء تسجيلهم في الجامعات الصينية، تصل إلى 15 ألف درهم على الأقل.
وأفاد يوسف، فاعل مدني مغربي في الصين، بأن السماسرة “يبيعون الوهم للطلبة المغاربة، حيث يتم إغراؤهم بأن بمقدورهم أن يعملوا موازاة مع الدراسة الجامعية وأن يحصلوا على أجور مغرية تصل إلى عشرين ألف درهم، بينما في الصين لا يسمح بتاتا للطلبة بالعمل”.
وأوضح المتحدث ذاته في تصريح له، بأن السلطات الصينية تراقب الطلبة الأجانب بشدة، ولا تسمح لهم أبدا بالعمل، بخلاف ما هو معمول به في أوروبا وأمريكا الشمالية، وفي حال ثبت أن الطالب يعمل موازاة مع الدراسة، يتمّ تغريمه ما بين سبعة آلاف واثنيْ عشر ألف درهم وإرجاعه إلى بلده الأصلي.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات لـ”مكاتب وساطة” تستقطب الطلبة المغاربة الراغبين في إتمام دراساتهم العليا في الجامعات الصينية، وتلقى إقبالا كبيرا، بعد أن أصبحت الدراسة في أوروبا الشرقية، خاصة روسيا وأوكرانيا، غير ممكنة، بسبب الحرب الدائرة بين البلدين، ما دفع أبناء الطبقة المتوسطة إلى البحث عن وجهات خارجية أخرى لإتمام دراساتهم العليا.
وأشار يوسف إلى أن أي طالب يرغب في إتمام دراسته في الصين بمقدوره أن يسجل نفسه في الجامعة التي يود أن يدرس فيها، دونما حاجة إلى أي وسيط، “لكن يتعيّن أن تكون عائلته قادرة على تمويل دراسته إلى غاية تخرّجه، وألّا يَعتقد أن بمقدوره أن يعمل هنا قبل التخرّج، وإلا فإنه سيُقتاد إلى المطار مُصفّد اليدين ويُسفّر إلى المغرب”.
وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن عددا من الطلبة المغاربة الذين التحقوا بالصين من أجل الدراسة، دون أن يتوفروا على موارد مالية كافية، وجدوا أنفسهم مدفوعين إلى طلب المساعدة، مضيفا: “مَن لا تستطيع عائلته تمويل دراسته لا يُنصح أن يأتي إلى هنا”.
منقول عن هسبريس